مخاطر التطرف الفكري والانفلات الأخلاقي

مخاطر التطرف الفكري والانفلات الأخلاقي

  • مخاطر التطرف الفكري والانفلات الأخلاقي

افاق قبل 3 سنة

مخاطر التطرف الفكري والانفلات الأخلاقي

أن التطرف من أخطر الأمراض التي تفتك بالمجتمعات، وتقتل روح التسامح بين الناس، وتخلق أنماطًا من العقول المتعصبة المليئه بالكراهية والحقد نحو الآخر، وهو آفة اجتماعية وفكرية وأخلاقية تشير إلى الخروج عن القيم والأفكار والسلوكيات الإيجابية في مجتمع معين، وبالمقابل تبني قيمًا ومعايير سلبية دخيلة على المجتمع، وقد يتحول من مجرد أفكار إلى أفعال ظاهرية قد يصل الدفاع عنها إلى حد اللجوء إلى العنف، بغرض فرض المبادئ التي يؤمن بها الفكر المتطرف بقوة على الآخرين، وقد تتفاقم المسألة لدرجة اللجوء للإرهاب، فالتطرف ينشأ وتنبت جذوره في المجتمعات التي تنعدم فيها كل أنواع التسامح، حيث يستمد قوته من نوعية الأفكار السلبية، وما يقترن بذلك من إقصاء الآخر وتهميشه.

أن المتطرف يكون على استعداد دائم لمواجهة الاختلاف في المعتقد أو الرأي بالعنف، ويسعى دائمًا إلى فرض هذا المعتقد بالقوة على الآخرين، وقد يأخذ التطرف أشكالًا متعددة، نذكر منها التطرف الديني الذي يعني الخروج عن المسلك المعتدل في فهم الدين وفي العمل به، والتطرف الفكري الذي يتمثل في الخروج عن القواعد الفكرية والثقافية المعتدلة التي تسود المجتمع في أي جانب من جوانب الحياة. وهذا حقيقة ما نشهده اليوم تحت مسميات القوميه والوطنية والانتماء للوطن ومصطلحات لا حدود لها ، حيث  يحاول اصحاب الفكر المنغلق و تخوين الآخرين وتهميشهم  يشكل خطر داهم على الوطن باكمله هؤلاء يحرفون بوصلة الصراع عن اولويته وبمعتقداتهم السلبيه ينشرون الفساد والافساد وبث الفتن والصراعات بين افراد المجتمع الواحد يبررون لانفسهم خيانتهم لامتهم ويلصقون التهم على غيرهم تحت مسميات فلسفيه تعشش في عقولهم المريضه ،  نعم هم جهله في التاريخ وفي الثقافه والسياسه  لاهم لهم سوى بث أحقادهم الدفينه و باتت لا حدود لها هم  الخطر الداهم على مجتمعاتهم  وقيمه الاخلاقيه ،  وصدقيه الانتماء لا تكون  برفع الشعارات الرنانه ولا بالغوغائيه التي درج عليها البعض

إن التغني بالوطنية يكون بالأفعال لا بالأقوال فالوطن ليس بحاجة لكثرة الأقوال  والشعارات فارغة المفهوم والمضمون ولا بعزل الاخرين وتخوينهم  بقدر ما هو بحاجة للتضحيات والأعمال التي تسهم في دفع عجلة التطور والتقدم ، فالأعمال دائما أعلى صوتا من الأقوال ، فليس التشدق بالوطنية وكثرة التواجد بالمناسبات الوطنية والاجتماعية مقياسا للوطنية إذا خلا من التطبيق السليم لمفهوم الوطنية على ارض الواقع ، فلنعمل جميعا على أن نكون من أهل الوطنية والانتماء بأفعالنا قبل أقوالنا فالوطن غالي ونفيس .

إن ضعف الوطنية والانتماء أو انعدامها مرض خطير فتاك يهدد المجتمع والوطن و علاجه الوحيد بالرجوع إلى المبادئ والمكونات والمخزون الثقافي والاجتماعي الذي استمده آباؤنا وأجدادنا من ارتباطهم الروحي والنفسي بوطنهم بتسامحهم وتعايشهم بعضهم مع بعض بمحبه وتعاون دون اصاء للاخر او تهميش  هؤلاء جميعا عاشوا وماتوا فيه ودفنوا تحت ترابه .

التعليقات على خبر: مخاطر التطرف الفكري والانفلات الأخلاقي

حمل التطبيق الأن